التكنولوجيا ليست فقط أجهزة الكمبيوتر و الأجهزة
الإلكترونية، إنما هي أسلوب حياة يشمل استخدام المعارف و المعلومات و استحداث
استراتيجيات و أدوات تخدم الإنسان و تتيح له فرصة التقدم و التطور.
لا شك في أن
التكنولوجيا قدمت الكثير من التسهيلات التي تخدم الإنسان ، و الإبتكارات في هذا
المجال مستمرة و تهدف إلى حياة أفضل و أسهل . من جهة أخرى يرى البعض أن
التكنولوجيا جعلت الحياة أكثر تعقيداً و قضت على البساطة التي كانت سمةً لحياة
الناس قديماً. هنا ينبغى توضيح العديد من النقاط فلا يمكن المقارنة بين التسهيلات
و التعقيدات بصفة عامة.
كتحديد لنظرة الناس للتكنولوجيا، من وجهة نظري أرى أن الجيل الحديث _الشباب_ هم من لا يمكنهم الاستغناء عن التقنيات الحديثة التي
جعلت الحياة أكثر ثراءاً و إثارة بالنسبة
لهم؛ وذلك بحكم معرفتهم و شغفهم بالتكنولوجيا، بينما يرى البعض من الجيل السابق والجاهلون
في أمور المعلوماتية أن الحياة أصبحت أكثر تعقيدا بالنسبة لهم و أن هناك أساليب
حياة و معاملات لا تتطلب تفعيل التكنولوجيا فيها؛ حيث يواجهون الكثير من الصعوبات
في التعامل مع التقنية . إذاً الإنسان هو
من يحدد إذا كانت التكنولوجيا تساهم في تسهيل الحياة أم تجعلها صعبة ، وذلك من
خلال درجة المعرفة و العلم و المتابعة الدائمة لكل ما هو حديث بغض النظر عن إذا ما
كان الإنسان كبيراً في السن أم صغيراً.
ليس المقصود هنا
مناقشة مساوء و محاسن التكنولوجيا ، فالجميع يعلم بأنها سلاح ذو حدين، إنما المراد
استعراض نظرة الناس للتكنولوجيا بصورة عامة . و أيضا ليس بالضرورة أن يكون التعقيد
و تصعيب الأمور شيئا سلبيا ، و كمثال بسيط على ذلك ، قد يكون التعقيد و التصعيب في
الوصول إلى بعض المعلومات من أجل الحفاظ على الخصوصية و السرية و هذا شيء جيد إلى
حد ما.
ختاما ، هل جعلت التكنولوجيا الحياة أسهل ، أم أكثر تعقيدا ؟ ...
هذا السؤال له أبعاد كثيرة و نقاط مقارنة واسعة ، لكن الجميع يتفق بأنه يجب أن تُسخَر التكنولوجيا لخدمة الإنسان ورفاهيته.